قالوا أن العيال كلما كبروا كلما كبرت معهم المشاكل ...
كبرت ميستي (قطتي السيامي ) و ككل البنات ... آه
آسفة
أقصد القطط السيامي ... شعرت بالرغبة في أن تحب و تتزوج و تنشئ عائلة
و كنت أعد نفسي أما لها
ألست من يطعمها ... و يسقيها ... و يلاعبها
إذن فقد حان وقت اختيار العريس
و كان لدي جارتي قط ... ابن ذوات ... وسيم الملامح
ينسدل لون كسواد الليل حول عينيه البراقتين ... ذيله ما شاء الله طويل ...
منفوش
يرفعه بهيبة كما الطاووس
شاربة أبيض كالثلج
مخالبه مسنونه بمهارة
يا الله ... المواصفات كلها تنطبق عليه ... عريس لقطة
و هل تعلمون ما كان اسمه ؟
روميو ...
أخذت أتخيل قطتي العزيزة في الكوشة مع روميو ... و القطط تهلل فرحاً مقدمين
العظم هديه لهما ...
تخيلت بيتاً عامراً بالقطط الصغيرة ... طويلة الشعر ... تلعب في كل مكان و ...
ترررررررررررن
قطع تفكيري جرس الباب ... جريت لأفتح بلهفة
فإذا به العريس يرتدي (بدلة أسود في أبيض) إذا جاز التعبير تحمله أم شادي (
جارتي )
تفضلا
دخلا ... قالت أم شادي : الذي أوله شرط آخره نور ... العيال نصفهم لي و نصفهم
لك
وافقت على مضض
التفتت أم شادي قائلة بدهشة : و أين العروس
رددت و قد استغربت غياب ميستي : أنت تعرفين يا طنط ... أكيد مكسوفة ... لحظة
واحده أناديها
تظاهرت بالقيام لآتي بالشربات بينما كنت قد أخذت أبحث عن قطتي النحيلة التي ليس من عادتها الاختباء حين يأتي الضيوف
فإذا بها منكمشة على نفسها بركن من الغرفة وراء الستارة
حملتها و هي ترتعد كأن تياراً كهربيا أصابها
قلت لها بشك : ماذا بك ؟ ... ألا تريدين أن تري العريس
فجاءت إجابتها على هيئة خرابيش رقيقة على يدي
أيقنت أنها لا تريد حتى أن تعرف من هو
لكني أجبرتها ... و يا ليتني ما فعلت ...
ما شاء الله ما شاء الله
قمر يا ناس ... يال هذه العيون الزرقاء كلون البحر
يا سلمى ... نصف العيال لي ... اتفقنا ؟
أجبتها و أنا أكبل ميستي التي تريد أن تطير هلعاً : طبعا يا طنط
قالت أم شادي : أتركيهما يتعرفان على بعضهما
أجبت أم شادي و قد شعرت بمخالب ميستي تتغلغل شيئاً فشيئاً في يدي : حسنا
و تركتها
اقترب القط ذو البدله السوداء مبتسماً و الدبل في يديه قائلاً : مدي يديك يا قطتي
و مدت ميستي يدها ...
لكن آثار يدها انغرزت في وجهه الوسيم فحوله إلى خرقة بالية
جرت أم شادي تلتقط قطها الباكي
و رحلت طالبة الطلاق قبل الزواج
ثم ابتسمت ميستي ابتسامة خبيثة ... لسان حالها يقول : لن أتزوج زواج صالونات
سألت قطتي : يا قطتي من فارس أحلامك ؟
قالت : قط قوي مفتول العضل ... يحارب من أجلي أشرس القطط
قط و طني ابن بلد
قلت و الهلع يقصف قلبي : قط بلدي ؟
قالت : و ما له البلدي ... حاد الطباع ... صلب الملامح ... و ليس شعره طويل أو
يرتددي وردة في عنقه النحيل
أغلقت باب الشقة و أنا أنهاها : إياك و هذا التفكير ... أترضين الزواج بقط يجوب
القمامة و هذا روميو يناديك من شرفته البراقة
ردت بجفاء : و الله سلة القمامة أحب إلى من تلك الوسادة ... و سادة يتكئ عليها
هذا العاطل ... شعره كنيش لكن وزنه ريش
رددت منتقمة : و الله لو لمست القمامة فسأحرم عليك دخول هذا البيت
و مشيت
و مشت ميستي ثم عادت
لكنها لم تعد وحدها
عاد معها قط آخر
قط ليس له ذيل !!!
لاحت في الأفق صورة ذيل روميو الأنيق المسرح
بكيت من الداخل : يا خسارة أحلامي
قلت لها و في يدي المقشة : من هذا ؟ ...
قالت بإنتصار : هذا مقطوع الذيل ... فارس أحلامي ... أثخنته الجراح مدافعاً عني
هششته بالمقشه فزام علي
نهرتها : و ماذا قدم لك هذا الشحاذ
أجابت بعناد : قدم عيناً واحده و على استعداد أن يقدم الثانيه
قلت لها : هذه فرصتك الأخيرة ... اطردي هذه القمامة و عودي إلى البيت
فقالت : لا أستطيع فهو زوجي
دارت الدنيا بي : يللهول قطتي تزوجت عرفي !!!
حينها لم أدرك الفرق بين الإنسان و القط ... لكني أدرت ما الأشياء التي يفعلها
الإنسان في عصرنا الحاضر فتحط بمنزلته إلى منزلة حيوان
على فكرة القط مقطوع الذيل ترك ميستي و تزوج أخرى ...
أما هي فقد تفلنا بها من بعيد حتى أنجبت ثلاثة قطط صغيرة بلدي ...
أدركت أن ثلاثتنا كان على خطأ
أنا لأني حاولت إرغامها على زوج لم ترده لمجرد أن لونه جميل و نسبه رفيع
و هي لأنها أخفت عني أمر ذي الذيل المقطوع و لكنها مجرد حيوان لا تعرف شيئا عن
الدين
و الظروف الإجتماعية التي وضعت القطط في موقف حرج بعد أن صار على القط أن يقدم العظم الكثير مهراً و قد كانت القطط في الماضي ترضى بربع عظمه. منقول
[/FONT]
التوقيع :